لا نصلي الا لله مثال على توحيد
لا نصلي الا لله مثال على توحيد
يبحث الكثير من المسلمين والمسلمات عن الإجابة الخاصة بهذا السؤال، حيث يجب العلم أن التوحيد بالله عز وجل هو قلب وأساس وأول ركن في أركان الدين الإسلامي، حيث يوجد العديد من أنواع التوحيد التي يختلف كل منهم عن الآخر، ويأتي توحيد الألوهية على رأس تلك التوحيدات، وهو توحيد الله عز وجل بقول “لا إله إلا الله، إله واحد وهو المستحق للعبادة والطاعة وإخلاص النية في العمل الصالح الذي يقوم به المسلم لينتفع وينفع غيره من المسلمين، ويحوي توحيد الألوهية على نوعان وهما الخضوع والتذلل لله عز وجل، وكمال الحب والمحبة لله سبحانه وتعالى، ومن الجدير بالذكر أن توحيد الله تعالى لا يكتمل إلا بقول الصلاة على نبي الله، فتتم الشهادة هكذا ” لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام عبده ورسوله الكريم”.
أنواع التوحيد
يوجد العديد من أنواع التوحيد وهذا ما ذكرناه في الفقرة السابقة، وفي السطور التالية نذكر أنواع التوحيد كلا منهم على حدى بالتفصيل:
توحيد الألوهية
- يقصد به أن العبادة تكون عبادة خالصة لوجه الله تعالى فقط، وتوحيده هو دون وجود شريك له، ومن الأمثلة على ذلك أن الله أمرنا بالسجود في الصلاة له لوحده ولا نسجد لغيره، أمرنا اله تعالي بالاستعانة به عن كل ما هو مستحيل وصعب على المخلوق، وعدم الاستعانة بأي قدرة غيره، فرض الله علينا الصيام كعبادة له فقط، كما فرض الله عز وجل أن ندعوه هو ولانصرف الدعاء لغيره.
- ومن الأمثلة القرآنية على ذلك ما جاء في القرآن الكريم فس سورة البقرة في الآية 21 ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.
توحيد الذات
- يقصد بتوحيد الذات أن الله عز وجل واحد في ذاته، ويرى بعض من العلماء أنه جزء من توحيد الربوبية، والبعض الآخر يقول أنه توحيد مستقل، وتأتي الآية القرآنية رقم 8 من سورة الدخان ” لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ”.
توحيد الربوبية
- يعني بتوحيد الربوبية على أن الله سبحانه وتعالى رب كل شئ وهو المتصرف الوحيد في هذا الكون، فهو الخالق والمحي والمميت، ومن أمثلة توحيد الربوبية قوة الإيمان بأن الله هو المتحكم في الرزق ولا يوجد غيره رزاق، وأن الله هو الذي يعطينا الرزق أو يمنعه عنا، اليقين بأن الحياة والموت بيد الله الخالق، ونستند في ذلك بالآية القرآنية 164 التي جاءت في سورة البقرة تقول ” إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ”.
توحيد الأفعال
- يدل هذا التوحيد على أن الله هو القادر على التحكم في هذا الكون، فالله عز وجل هو المتحكم في حركة السحاب، وفي تسخير الشمس والقمر، وأن الله سبحانه وتعالى خلق السماء من غير عمد، وهو خالق الأرض وهو المتحكم في الرياح المطار وانخفاض وارتفاع الحرارة في الكون، وبذلك فأن الله هو المتصرف في كل شئ في الكون سواء أكان هذا يحدث دون تدخل أو بتدخل من الجنس البشري، والدليل القرآني على ذلك قول الله تعالي في سورة الأعراف في الآية 54 قال عز وجل ” إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ”.
توحيد الذات والصفات
- يقصد بهذا النوع من التوحيد، انفراد الله عز وجل بالصفات التي لا يمكن أن يتصف به أي جنس بشري، تلك الصفات التي ذكرت في القرآن الكريم أو تلك التي جاءت على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم، إذا كانت تلك الصفات منفية أو مثبته، حيث جعل الله عز وجل لنفسه القدرة على كل شئ مهما كان صعبا أو مستحيلا للبشر، نسب الله صفة العلم المطلق إليه فهو يعلم ماذا سيحدث ويعلم النوايا الخاصة بالبشر وهم لا يعلمون شيئا من هذه الأمور، سمى الله سبحانه وتعالى نفسه بالحي، وبذلك افرد الله لنفسه الحياة المطلقة، وفي النقاط التالية نذكر الآيات القرآنية التي نستند إليه في توحيد الذات والصفات، وتلك الآيات هي:
- الدليل القرآني على توحيد الصفات والأسماء لله، ما جاء في سورة الأعراف في الآية 180 ” وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”
- الدليل على القدرة المطلقة لله عز وجل هي الآية التي ذكرت في العديد من السور القرآنية “(إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
- الدليل القرآنية على العلم المطلق ما جاء في سورة البقرة في آية الكرسي المشهورة رقم 255 “وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ”
- الدليل على إفراد الله عز وجل لنفسه الحياة المطلقة ما جاء في وسورة البقرة في الآية 255 “اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ”.
فضائل التوحيد في حياة المسلم
يعد التوحيد هو الكلمة التي تبرأ قائلها من الشرك ومن ثم فأنها تبعده عن النار، حيث أن التوحيد هو كلمة الإسلام، يعني الإيمان بتوحيد ذات الله وصاته وأفعاله وأسمائه وألوهيته، ويأتي التوحيد كأول ركن من أركان الإسلام، وهو أول الأشياء لاتي يساءل به الميت في قبره، ونذكر تلك الفضائل في النقاط التالية:
- يعمل التوحيد على إكساب المسلم شعور الأمن والأمان، ويأمن قائله من مخاوف عذاب النار ووحشة القبر، منا أنه يهدي إلى الصراط المستقيم.
- يعد أحد الشروط الهامة للنصر والتمكين في الأرض.
- بالتوحيد يقبل الله سبحانه وتعالى العمل من العباد.
- يكسب قائل التوحيد شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
- بالتوحيد تغفر الذنوب وتكفر السيئات.
- يثبت الله به الميت عند سؤاله في القبر.